رئيس اللجنة الفرعية للشباب في البرلمان العربي: إعمتدنا وثيقة الشباب العربي في البرلمان يناير الماضي وسنرفعها للقمة العربية المقبلة لاعتماداه
شارك البرلمان العربي في فعاليات المبادرة العربية الإقليمية التي جاءت تحت شعار «نحكي عن أوطاننا» والتي اطلقها مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة بالتعاون والتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وإدارة منظمات المجتمع المدني، وذلك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في الفترة من 11 إلى 15 أغسطس 2016.
ومن جهته، استهل الدكتور مشعل فهم السلمي، رئيس اللجنة الفرعية للشباب في البرلمان العربي، كلمته خلال مشاركته في المبادرة العربية الإقليمية “نحكي عن أوطاننا” التي أطلقها مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، بالترحيب والثناء على كافة المشاركين، كما أشار إلى حرص البرلمان العربي على المشاركة في كافة الفاعليات التي تخص الشباب العربي.
وأضاف مشعل، إن الأهداف السامية التي تسعى المبادرة لتحقيقها شكلت ولا تزال أحد أكبر اهتمامات البرلمان العربي، الذي يعكف على الاهتمام بقضايا الشباب، حيث شكل لجنة خاصة بالشباب، أتشرف برئاستها، ومن بين إنجازاتها إعداد وثيقة الشباب العربي، وهي أول وثيقة برلمانية عربية تُعنى بإبراز قضايا ومشاكل وآمال ومطالب الشباب العرب في كافة المجالات، والعمل على تقديم الحلول المناسبة لها، وقد تم الانتهاء منها والمصادقة عليها من قبل البرلمان العربي في شهر يناير الماضي، وتم رفعها لاعتمادها من قبل القمة العربية المقبلة.
ولفت رئيس اللجنة الفرعية للشباب في البرلمان العربي، إلى أن وثيقة الشباب العربي شارك في صناعتها وإعدادها 900 شاب وشابة من 18 دولة عربية، و75 منظمة مجتمع مدني من 17 دولة عربية، وعدد من الخبراء العرب المتخصصين في مجال إعداد الوثائق والاستراتيجيات العربية المعنية بالشباب، كما شارك معنا مركز الدراسات والمسوحات الميدانية في جامعة الدول العربية.
وإليكم نص الكلمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني ويشرفني ان أكون بينكم في هذه المناسبة نيابةً عن معالي السيد أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي، الذي نحرص على الدوام أن يكون البرلمان العربي حاضراً في كل الفعاليات التي تخص الشباب العربي، إيماناً منا بأهمية ومحورية الدور الذي يقوم به الشباب في المجتمعات العربية، والعمل على التقريب بين شباب أمتنا من كافة الدول العربية.
ولا يسعني إلا أن أثني على المبادرة العربية الإقليمية “نحكي عن أوطاننا” التي أطلقها مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة بالتنسيق مع جامعة الدول العربية ممثلاً بقطاع الإعلام والاتصال وإدارة منظمات المجتمع المدني، كما أثني على أهداف هذه المبادرة والمتمثلة بشكل أساسي في ترسيخ روح الانتماء والولاء للأوطان، والعمل على وحدة الصف بين الشباب العربي، واستحضار التاريخ والحضارة داخل وجدان الشباب العربي، وإيجاد قنوات تواصل بينهم تمكنهم من الحوار وتبادل الخبرات والتجارب.
إن كل هذه الأهداف السامية التي تسعى المبادرة لتحقيقها شكلت ولا تزال أحد أكبر اهتمامات البرلمان العربي، الذي يعكف على الاهتمام بقضايا الشباب، حيث شكل لجنة خاصة بالشباب، أتشرف برئاستها، والتي أحد إنجازاتها إعداد وثيقة الشباب العربي، وهي أول وثيقة برلمانية عربية تُعنى بإبراز قضايا ومشاكل وآمال ومطالب الشباب العرب في كافة المجالات، والعمل على تقديم الحلول المناسبة لها، وقد تم ولله الحمد الانتهاء من هذه الوثيقة والمصادقة عليها من قبل البرلمان العربي في شهر يناير الماضي، وتم رفعها لاعتمادها من قبل القمة العربية القادمة إن شاء الله.
ويجري العمل حالياً على تنظيم فعالية خاصة لإعلان هذه الوثيقة الهامة في مدينة الرياض في الأشهر القادمة بحضور شخصيات عربية وإقليمية وعالمية.
وقد جاءت هذه الوثيقة تتويجاً لمسار دام سنتين ونصف السنة، عقدت خلالها لجنة الشباب في البرلمان العربي 13 اجتماعاً في 5 دول عربية هي (مصر-الأردن-البحرين-جيبوتي-تونس)، ليستوفي بذلك مشروع الوثيقة كافة الجوانب الفنية والقانونية إلى أن خرجت بصيغتها النهائية ليقرها البرلمان العربي بإجماع أعضائه.
أننا نؤكد أن وثيقة الشباب العربي هي من صنع الشباب العرب، حيث شارك في إعداد الوثيقة 900 شاب وشابة من 18 دولة عربية، و75 منظمة مجتمع مدني من 17 دولة عربية، وعدد من الخبراء العرب المتخصصين في مجال إعداد الوثائق والاستراتيجيات العربية المعنية بالشباب، كما شارك معنا مركز الدراسات والمسوحات الميدانية في جامعة الدول العربية.
واسمحوا لي بَعُجالة أن استعرض أهم وأبرز ما تسعى اليه هذه الوثيقة من أهداف، والمتمثلة في وضع تنمية الشباب ضمن الاهتمامات الوطنية الأساسية، بما يمكنهم من الارتقاء بواقعهم نحو الأفضل، وفقاً لهدي الشريعة الإسلامية والأديان السماوية والقيم الإنسانية النبيلة، وكذلك حث الدول العربية على إعداد استراتيجيات وطنية شاملة للشباب، تحوي خطط وبرامج يُسهم تنفيذها في رفع المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للشباب، إضافة إلى تشجيع الدول العربية على تكثيف جهودها للارتقاء برعاية الشباب، وتنميتهم معرفياً ومهارياً وقيمياً، بما يمكنهم من التعامل مع مستجدات العصر وتحدياته بكفاءة وفاعلية، تعزيز فرص الشباب لمعرفة حقوقهم وواجباتهم ومسؤولياتهم، وتعزيز مشاركتهم الاجتماعية والسياسية والتنموية والبيئية، وإزالة العقبات التي تؤثر في مساهمتهم الكاملة في تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمتوازنة، إضافة إلى تنشئة الشباب العربي على الاعتزاز بانتمائهم الوطني، وهويتهم العربية والاسلامية، وإعدادهم لحياة مسؤولة يتمتعون فيها بكافة حقوقهم التي كفلتها لهم الدساتير الوطنية والمواثيق والاتفاقات الدولية والإقليمية.
كما أود الإشارة الى ان الوثيقة تشكل إطاراً عاماً يمكن الاسترشاد به في وضع برامج وأنشطة تناسب احتياجات الشباب، بالتعاون مع القطاعات الحكومية ذات العلاقة، والقطاع الخاص، والقطاع الخيري، لمساعدة الشباب على مواكبة حركة التغيير والتنمية المتسارعة في العالم العربي، وإظهار التفاعل الإيجابي مع متطلبات اقتصاد المعرفة الذي يتشكل حولهم.
وتبرز الوثيقة صورة الإسلام وقيمه السمحة بين أوساط الشباب، وما تحمله من معاني الصدق، والأمانة، والنزاهة، والمحبة، والعدل، والمساواة، والتسامح، ومساعدة الآخرين، وتحمل المسؤولية، والتفاهم والتحاور، واحترام الرأي والرأي الآخر، وتقبل الآخرين، وتشجيع الخطاب الديني المعتدل الموجه إلى فئة الشباب، من خلال مناهج التعليم ودور العبادة ووسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، وتعزيز انتماء الشباب تجاه لغته وهويته وحضارته وثقافته العربية، وتشجيع استخدام اللغة العربية في وسائل التواصل المختلفة.
كما تدعوا الوثيقة إلى تبني سياسات وبرامج تحصن الشباب ضد أفكار الغلو والتطرف والإرهاب، وتضييق الفجوة الاجتماعية بين الشباب لضمان تحقيق حياة آمنة ومستقرة لجميع الشباب بغض النظر عن الجنس أو العمر أو المستوى الاجتماعي.
كما تطرقت الوثيقة الى بناء منظومة تعليمية للشباب تستجيب للمعايير العالمية، والحد من ظاهرة البطالة المرتفعة في أوساط الشباب، وتحقيق رعاية صحية نوعية للشباب وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة.
كما لم تغفل وثيقة الشباب العربي اتخاذ تدابير خاصة بالشباب ذوي الإعاقة لضمان حصولهم على معاملة كريمة، وضمان حقهم في المشاركة في الحياة العامة، ودمجهم في مؤسسات المجتمع، وتوفير فرص التعليم والتدريب المهني والعمل المناسبة لهم المتوافقة مع احتياجاتهم الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
وسنعمل قريباً بمناسبة حفل إعلان الوثيقة أن تصل الى كل الجهات المعنية والمنظمات الشبابية وأن تكون متاحة عبر كل الوسائط الإعلامية لتحظى بالاهتمام والدعم المطلوب وتكون وثيقة مرجعية للشباب في العالم نسترشد بها جميعاً.
وأخيراً أتمنى لهذه الفعالية أن تتكلل بالنجاح وأن تحقق الغاية المرجوة منها سائلاً المولى عز وجل لكم التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،